الرأي والرأي الآخر

 في إحدى الدورات التدريبية الإدارية , قام المحاضر بتوزيع المتدربين على الغرفة وقام بعرض صورة على الشاشة وطلب منهم أن يصف كل متدرب الصورة المعروضة , فجاء وصف كل متدرب مغاير لوصف بقية المتدربين  , فأمرهم المحاضر أن يتجمعوا في مكان واحد وأن يقوموا بوصف الصورة فجاء وصف كل المتدربين متشابها , فقال لهم المحاضر أنتم كإداريين يجب عليكم أن تنظروا إلى جميع وجهات الموظفين لا أن تضعوا رأيكم في  زاوية معينة  .
 ما أريد أن أصل إليه من خلال هذا المثال هو ما نشاهده في حياتنا اليومية من وجود فئات جاهلة تأجج الإختلاف العلمي الحاصل بين المذاهب الإسلامية على فهم بعض المسائل الفقهية وتجعل هذا الإختلاف يصبح خلافا يخلف وراءة  صراعات ومشاهد عنف طائفي بغيض , للأسف إن من يقومون بتأجيج الناس لا يفقهون أو حتى لا يعلمون رأي الطائفة أو المذهب المختلف معه فتراهم يتقولون أقوالا غير صحيحة عنها بسبب اعتمادهم على كتب لا يعلم مدى صحتها , وإن قيام هذه الفئات بتبنيها فئات جاهلة وعندها قصور في نظرتها للمسائل والأراء الفقهية حتى في بعض الأحيان عند مذهبها  .
بسبب جهل هذه الفئات تراهم يشنون الحرب على   كل ما يمد بصلة إلى  الطائفة المختلف معها حتى ولو كان شيئا حسنا , يقول أحد هؤلاء في إحد المنتديات الإلكترونية : كنت قد برمجت إحدى قنوات الأطفال على جهاز الإستقبال لكي يشاهدها أطفالي وكانت تعرض أشياء جميلة ومفيدة وأناشيد ولكن عندما عرفت بأنها ......... قمت بحذفها من جهاز الإستقبال  !!, قام بمسح القناة لأنها من مذهب مختلف مع إن ما قامت بعرضه لا يختلف مع عقائده !!,
وأخيرا أود أن ألفت إلى نقطة جميلة وجدتها في جامع الأزهر والحوزات الدينية الشيعية وهي قيامهم بتدريس المذاهب الإسلامية الأخرى لطلابهم مما يسهم في تفادي كثير من الأزمات ووضوح الرؤية للطلاب عن المذاهب الأخرى من خلال كتب هذه المذاهب وليس من كتب ألفها ناس مخالفون يريدون فقط إسقاط هذه المذاهب .